قلعة حلب هي قلعة سورية تقع في مدينة حلب شمال سورية.
تتميز القلعة بحجمها الكبير وتعتبر من أكبر القلاع في العالم.
يعود تاريخ القلعة إلى العصور القديمة تقع القلعة على تلة في وسط مدينة حلب.
الصعود إلى القلعة ذات المظهر المهيب يتم عن طريق درج ضخم يمر عبر بوابة عالية في المنتصف.
ومبنية على أقواس تزداد ارتفاعها تدريجيًا حتى البوابة الرئيسية للقلعة.
تاريخ قلعة حلب في سوريا
يعود تاريخ بناء قلعة حلب إلى عهد أحد قادة الإسكندر الأكبر الذي اختار تلك التلة العالية لتكون معسكراً لجنوده.
وعندما إحتل الرومان هذه البلاد أضافوا إلى القلعة منشآت لا تزال آثارها ظاهرة.
وترك البيزنطيون آثارهم عليها من بعدهم.
بينما عاث فيها الفرس فساداً وتدميراً عندما اكتسحتها جيوشهم وهزمت الجيوش البيزنطية.
ثم عاد البيزنطيون إليها لترميم ما هدمه الفرس وإضافة تحصينات وتعزيزات أخرى إليها.
وفي عام 636م حاصرتها الجيوش العربية وطال الحصار وصمد الحصار بفضل تحصيناتها وعتادها الوافر ومؤنها الوفيرة.
حتى تمكن الفاتحون من الاستيلاء عليها بالحيلة والمكر بالاستيلاء على إحدى بواباتها في البداية.
ووقع قائدها البيزنطي أسيراً لدى الفاتحين.
أول من اهتم بالقلعة في العصر الإسلامي هو الأمير سيف الدولة الحمداني.
فأمر ببنائها وتحصينها وبنى سوراً لمدينة حلب لأنه كان في صراع عنيف مع البيزنطيين
فأصبحت القلعة مقراً له وأصبحت مقراً دائماً لحكام المدينة من بعده.
واستمرت العناية بالقلعة في العصور اللاحقة حيث بنى نور الدين زنكي (الذي ينتمي في الأصل إلى العصر السلجوقي).
العديد من المباني فيها ويذكر سوفاجيه تفاصيل الأعمال التي تمت في عهد نور الدين.
حيث قام بترميم القلعة بالكامل وإعادة بناء سورها وبنى فيها مسجداً.
ولكن الازدهار الكبير الذي شهدته القلعة كان في عهد الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي.
![]() |
| قاعة العرش في قلعة حلب |
الذي ترك لنا آثاراً معمارية حربية مهمة ويقول سوفاجيه إن القلعة بشكلها الحالي تعود إلى عهد الملك غازي.
أي إلى ما بعد عام 605هـ/1209م.
وقد أشاد المؤرخون بعمل الظاهر غازي في القلعة.
ورأوا أن المجموعة المعمارية والتحصينات التي بناها تشكل معجزة في التحصين على طراز العمارة العسكرية في العصور الوسطى.
فقد جدد تحصيناتها وبنى منحدراتها التي تبدأ من السور وتنتهي في أسفل الخندق.
ببناء متقن كالجدران بحيث يصعب تسلقها وفي العصر المملوكي جدد عمارتها الأشرف خليل بن قلاوون.
ثم جدد بعض أجزائها السلطان الملك الناصر برقوق.
وكانت آخر التجديدات في أيام السلطان قانصوه الغوري آخر سلاطين المماليك.
والجدير بالذكر أن التجديدات المملوكية حافظت على بعض معالم القلعة الجميلة.
معالم قلعة حلب في سوريا
حرص الأيوبيون أثناء حكمهم لحلب على تقوية أسوارها وأبراجها بالإضافة إلى قلعتها.
فقد زود السور المحيط بالقلعة بأبراج بارزة قليلاً إلى الأمام.
بلغ عددها 44 برجاً متفاوتة الحجم والشكل.
كما زود السور بعناصر دفاعية أخرى مثل فتحات السهام.
التي كانت متصلة ببعضها البعض بما يسمى "البدن" (جزء السور بين برجين).
وخلف هذا السور والأبراج والبدن كانت هناك ممرات دفاعية لتسهيل الوصول إلى الهدف الموجود في الأبراج.
وتزويد الرماة بالمعدات والأسلحة والإمدادات.
وقد بني السور بشكل محكم لتحمل طلقات المنجنيق حيث يبدو أحياناً كسور مزدوج.
أما أبراج السور فقد بنيت للدفاع عن القلعة إما مفردة أو مزدوجة.
وبعضها متصل بالسور المحيط بالقلعة وهي في الغالب مربعة أو ذات جوانب.
البرج الأول مدخل متقدم مستطيل الشكل يبلغ ارتفاعه نحو 20 متراً.
مزود بفتحات عديدة لرمي السهام ومحصن بمزلق بثلاثة ثقوب لصب الزيت المحروق أو الجير الحار وفتحة أخرى للسهام.
وفي الأعلى ستائر بينها فجوات يمكن استخدامها كرؤوس للسهام.
ولهذا البرج بابان أحدهما من الحديد المطروق السميك وله ضلفتان.
أما البرج الرئيسي فيتكون من برجين يفصل بينهما فجوة يدخل من خلالها إلى القلعة.
وقد جهز بمدخل دفاعي ملتوي يعرف في العمارة الإسلامية بالمخرج المكسور أو "الباشورة".
وعلى هذا البرج توجد "قاعة العرش" التي يتم الدخول إليها من خلال فناء سماوي يفتح أمامه.
وله باب مزخرف بزخارف معمارية وقرص نجمي بعشرة أشعة.
وقد بني مدخله الرئيسي وفقاً لنظام الأبلق مزين في الأعلى بمقرنصات جميلة نقشت تحتها نقوش.
تتكون كسوة السقف من 11 سقفاً مزخرفاً بزخارف نباتية.
أربعة منها على الطراز العجمي وثلاثة أخرى منقولة من منازل دمشقية.
مبنية على طراز البطانة العربية المعروفة في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وتحتوي الرقبة على 24 نافذة جصية مزخرفة بزخارف نباتية.
وتغطى أرضية القاعة بألواح رخامية ذات أشكال مستوحاة من بيوت حلب القديمة.
وفي وسط القاعة بحيرة مياه على الطراز الأيوبي.
وتتم الإضاءة بواسطة ثريات خشبية بخيوط عربية مقطوعة وحشوة على الطراز الفاطمي أكبرها معلقة في منتصف القبة.
وتضم القلعة بالإضافة إلى قاعة العرش معالم تاريخية بارزة يصفها شوقي شعث بالتفصيل في كتابه "قلعة حلب".
وهي حمام نور الدين زنكي الذي يقع على الجانب الأيسر عند الخروج من القلعة.
وعلى يمين الزائر الصاعد إلى القلعة توجد مخازن تتألف من أقبية مبنية من الطوب الأحمر تنزل بدرج.
ويوجد حفرة عميقة إلى فمها يصعد إليها درج من داخل المخازن.
ويعتقد أنها كانت تستخدم سجناً ومن هنا جاء اسمها الشائع "قاعة سجن الدم".
وتضم القلعة المسجد الصغير أو مسجد ( إبراهيم الخليل ).
الذي يتألف من قاعة صلاة مستطيلة الشكل وفناء خارجي وبعض الغرف المطلة عليه.
ويقع إلى الشمال منه المسجد الكبير الذي يتكون من قاعة صلاة ومساحة داخلية مرتفعة تتوسطها بركة ماء.
ويحيط بها رواق يليه عدة غرف ذات نوافذ صغيرة يمكن استخدامها كرؤوس سهام عند الضرورة.
ويعتقد أنه كان يضم مدرسة احترقت وجرى تجديدها عدة مرات.
كما يوجد ما يسمى "بالمخازن الشرقية" وهي قاعة كبيرة تحت الأرض بها محاريب لدخول الضوء والهواء.
بالإضافة إلى القصر الملكي الذي يسبقه باب جميل تعلوه مقرنصات مكتوبة في وسطه.
وفي مقدمة الفناء الشمالي تقع سلسبيل وفي الجنوب إيوان كبير وفي الشرق إيوان آخر أصغر.
يرتبط هذا الفناء بالحمام من خلال ممر أرضيته مرصوفة بالحجارة بأشكال هندسية باللونين الأبيض والأسود.
وصف قلعة حلب في سوريا
تعتبر قلعة حلب من أجمل وأبدع وأكبر القلاع ولها تاريخ حافل بالأحداث.
فقد كانت نقطة انطلاق وقاعدة لكثير من الحكام والملوك والقادة.
وشهدت أهم أحداث الشرق من العصر الآرامي مروراً بالعديد من الحضارات وصولاً إلى العصر الإسلامي.
وترتفع القلعة عن مستوى مدينة حلب بحوالي أربعين متراً.
وما زالت أسوارها وأبراجها قائمة بعضها يعود إلى عهد نور الدين الزنكي ويحيط بالقلعة خندق عمقه ثلاثون متراً.
في نهاية مقالنا نشكرك الى وصولك معنا إلى هنا.
ونتمنى قد قدمنا فائدة من المعلومات التي قدمناها.
للسياحة في مدينة حلب وقلعة حلب في سوريا.
يسعدنا تواصلك معنا نحن شركة توركموف للاستيراد و التصدير و السياحة.









