إحتلت سورية مكانة بارزة على مدى قرون في مجال الحرف النسيجية.
كانت عتبة مهمة على طريق الحرير حيث كانت تنتج أفضل المواد (الحرير والقطن والصوف وشعر الماعز).
وبفضل الجمع بين الخبرة والحس الجمالي تمكنت سورية من تطوير متطلبات النسيج على نطاق واسع.
تاريخ المنسوجات السورية
صناعة الغزل والنسيج والحياكة في سورية لها أصول وحكاية وتاريخ طويل يعود إلى آلاف السنين.
وقد عرفت صناعة النسيج في الحضارات السورية القديمة.
في مملكة ماري وإيبلا ودمشق وحلب وتدمر وحماة وحمص وغيرها.
وتولت عبر الأجيال لتصبح الصناعة السورية وخاصة صناعة الغزل والنسيج.
واحدة من أفضل وأشهر الصناعات في العالم.
وتعتمد صناعة النسيج في الغالب على تحضير الخيوط والخيوط.
حيث أن عملية النسيج ليست كل شيء بل تتطلب العديد من الأعمال قبل النسج.
بعد أن يقوم المعلم بتحضير الحرير والخيوط، يعطيها للحرفيين الذين يصنعونها.
النساج والغزّال والنساج والصباغ والنساج والنساج.
وهنا يأتي دور النساج.
ثم يستلمه النساج ثم ينقل القماش إلى المكبس.
وصناعة النسيج خاصة بالنساء كل واحدة منهن تستقبل قطع الحرير وتفككها وتقسمها الى انواع.
ومنها ما يعرف بالرفاعي والزغبة والبادحة والمشقاقة كل على حدة.
ثم تعمل على كل نوع بلف خصلة حول الكوفية وتدويرها.
وخلال ذلك تعتني بالخصلة من الكسر وتربطها اذا انقطعت وتحررها اذا تشابكت مع شيء اخر.
وهكذا الى ان تصنع من كل نوع شموطة مستقلة .
أنواع المنسوجات السورية
1- البروكار:
يعود مصطلح البروكار إلى المصطلح الإيطالي بروكاتيلو.
ويعني قماش الحرير الفني المطرز بخيوط من الذهب أو الفضة.
ثم تغير المصطلح إلى بروكاد بالفرنسية ويعني قماش الحرير ومن ثم انتقل إلى العربية.
مصطلح البروكار حديث حيث لا يتجاوز عمره 200 عام.
في حين يعود تاريخ البروكار في سوريا إلى أكثر من 3000 عام.
وكان اسمه بروكاد وهي الأقمشة التي يرتديها الأمراء والسلاطين.
وقد أبدع الحرفي الدمشقي في البروكار على وجه الخصوص منذ حوالي 200 عام وحتى اليوم.
ارتدت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا ثوباً من البروكار الدمشقي في يوم زفافها.
وكان السفير البريطاني في دمشق قد طلب شراءه.
تم نسج قماش خاص للملكة من الحرير الطبيعي المطرز بخيوط من الذهب والفضة.
وزينت بزخارف نباتية خاصة وطيور العاشقين والمحبوبين.
تم نسج قماش فستان الزفاف الملكي على نول يدوي قديم واستغرق صنع 200 متر منه 3 أشهر.
2- الدامسكو:
وهو نوع من الأقمشة الحريرية يشبه الديباج ويصنع على أنوال يدوية.
ويسمى بالوشي أي القماش المطرز برسومات.
وهناك أنواع عديدة منه مثل الأطلس والثابوري والهرمز.
وتختلف أقمشة الدمشقي عن الديباج في رسوماتها الهندسية أو النباتية الجامدة.
والتي لا تعبر عن شخصيات أو تاريخ كما في الديباج.
وتتميز رسوماتها أيضاً بحجمها الكبير أي مساحة التكرار الكبيرة.
على عكس الديباج الذي يمكن أن تكون رسوماته صغيرة وتكراراته قليلة.
3- الأغباني:
وهو قماش تصنع خيوطه من الحرير وتطرز بالذهب والفضة.
وأصله يعود إلى مدينة دمشق منذ أكثر من خمسمائة عام.
وتصنع من قماشه العمائم والمفارش الفاخرة ومفارش المائدة.
وتطبع على قماشه نقوش وكل نقشة تحمل اسما خاصا بها.
مثل الزهرة الغريبة والوردة ذات السبع أوراق.
وأهم مرحلة في صناعته هي عملية التطريز التي تقوم بها النساء.
4- الديما:
هذه أثواب قطنية تشبه الألاجا إلا أنها مصنوعة من القطن.
أول من اخترع قماش الديما رجل دمشقي اسمه عبد المجيد الأصفر ثم لحق به حسن الخنجي.
وهناك من يعتبر قماش الديما تقليداً للآلاجا المصنوعة من خيوط الحرير والقطن.
ولا تزال هذه الصناعة تُنسج على أنوال يدوية في أحياء دمشق القديمة.
5- الآلاجا:
هذه هي المنسوجات الحريرية القطنية المنسوجة على أنوال يدوية.
بأشكال مختلفة وأنواع عديدة ومن أسمائها الهندية المصرية المثمن والمسنن والقطني الأطفية والكمخة.
نقشها على شكل خطوط طويلة ملونة وتستخدم في صناعة مفارش المائدة والمفروشات والأردية العربية.
6- الصايا:
في خمسينيات القرن الماضي وفي حي الصالحية القديم.
كان هناك بناء من طابقين مبني من الطين والخشب يسمى "خان العمشة" نسبة إلى صاحبه.
وفي الغرفة الكبيرة كانت توضع أنوال يدوية لنسج الأقمشة الحريرية ذات الألوان الزاهية.
وكان بعض سكان الحي يقومون بتجهيز أنابيب الخيوط لتثبيتها في مكوك النسيج.
ويقوم آخرون بتجهيز خيوط السدى قبل تثبيتها على النول للنسج (السدى).
وكان النساجون يجلسون على طبلة عريضة مثبتة في بداية النول.
ويغيرون وضع الخيوط بالدوس على قضبان خشبية مربوطة بحبال في أسفل النول تسمى (الدوسة).
ويحركون المكوك يميناً ويساراً بواسطة حبل مربوط فوق النول بضرب المكوك بسحب الحبل إلى أسفل بقوة وإطلاقه ليعود إلى موضعه الأصلي.
وباليد الأخرى يسحبون نحوهم ويدفعون في الاتجاه المعاكس أداة النسج الرئيسية.
وهي أداة مستطيلة الشكل ذات إطار خشبي مثبت في وسطها أسلاك معدنية تمر من خلالها خيوط السدى.
ليلتصق خيط المكوك بين طبقات خيوط السدى قبل تغيير حركة خيوطه إلى أعلى وإلى أسفل.
وكان من بين أهل الحي أيضاً تجار يمارسون تجارة الصايا في دكاكينهم في الحريقة بدمشق ويصدرونها إلى خارج سورية.
وليس من المستغرب أن تعتبر الصايا صناعة دمشقية خالصة منذ مئات السنين.
حيث كانت لباس الشيوخ وأعيان العشائر إضافة إلى رجال الدين.
وإشتهرت دمشق وحلب بصناعتها قبل أن تنتشر إلى المحافظات السورية ومنها إلى أرجاء العالم.
مميزات صناعة النسيج السوري
يتمتع القطن السوري بشهرة عالمية بفضل جودته وخاصة القطن طويل التيلة.
يتمتع الحرفيون السوريون بخبرة طويلة في نسج الأقمشة.
تنوع المنتجات:
من القطن إلى الحرير والصوف، تقدم سوريا مجموعة واسعة من المنسوجات.
أسعار تنافسية:
بالمقارنة بالأسواق العالمية الأخرى، تظل أسعار المنسوجات السورية معقولة.
صناعة المنسوجات الحرفية القديمة






